كتابات

بوتن وفكره الاستراتيجي تجاة الحرب على غزة .. وتجاه حل القضية الفلسطينية

بقلم أ/ صلاح عون

وعلى السعودية ان تأخذ العبرة من الموقف الروسي وحيثياته .

اول تصريح للزعيم الروسي فلادمير بوتن بعد 7 اكتوبر الفائت بعدقيام حماس بالهجوم على مدن وبلدات غلاف غزة في معركة طوفان الاقصى قال:

(من الطبيعي ان لا يستقر الامن والاوضاع في فلسطين المحتلة فالمسجد الاقصى مقدس عند المسلمين وموجود في قلب كل مسلم من مسلمي العالم ، محملا واشنطن كامل المسؤولية عما حدث ويجري هناك لإنها فشلت طوال كل هذه السنين السابقة في حل القضية الفلسطينية بشكل عادل وهي كانت الدولة الراعية لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيلين ، فشلت في حل الصراع بينهم من خلال إحتكارها برعاية وإدارة هذا الصراع ، مؤكدا ان حماس حركة تحرير وطنية من الاحتلال وهي جزء لايتجزء من الشعب الفلسطيني) .

جاء ذلك في سياق رده على قيام الولايات المتحدة الامريكية ومعها فرنسا وبريطانيا والمانيا وإيطاليا والمانيا بحشد وارسال معظم أساطيلها الحربية وحاملات الطائرات الى شرق البحر الابيض وساحل فلسطين المحتلة لحماية إسرائيل ودعمها في مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة وتهديد أي دولة وخاصة الدول المحيطة بالكيان الاسرائيلي من دخول الحرب ضد هذا الكيان،

وجاء ردا أيضا على تصريحات رؤساء بعض هذه الدول الغربية التي إعتبرت حماس حركة إرهابية ويجب سحقها، بل ان الرئيس الفرنسي ذهب بعيدا و دعى الى تشكيل مايسمى تحالف عسكري دولي لمحاربة حماس في غزة على غرار “التحالف الدولي لمحاربة ” داعش ” .

كان الرئيس بوتن صريحا وصادقافي تشخيص وتوصيف المشكلة الحقيقية في هذا الصراع

بقوله بما معناه ( يجب إعادة المسجد الاقصى الى المسلمين أي لعرب فلسطين والاعتراف بقيام الدولة المستقلة للشعب الفلسطيني) وان بدون ذلك لايمكن لفلسطين المحتلة والمنطقة ان تستقر او ان يعم الامن والسلام فيها .

بهذا كان الرئيس بوتن اكثر شجاعة من أي رئيس اخر في هذا العالم ، فهو واجه الغرب والصهيونية بحقيقة القضية الفلسطينية والحلول العادلة الحقيقية لحلها .

رغم ان روسيا تربطها مع إسرائيل الكثير من المصالح الاقتصادية والسياسية وغيرها من المصالح ولم تجعله هذه المصالح يتردد في قول الحقيقة .

هذه الحقيقة التي ازعجت كثيرا من قادة كيان العدو ألإسرائيلي ، وأفشلت مخططات الغرب في تشكيل تحالف عسكري لمحاربة حماس عندما إستقبل الكريملين في موسكو وفد حماس برئاسة موسى ابو مرزوق بعد تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون ، ليقول لباريس وواشنطن ان حماس ليست “داعش” وليست حركة ارهابية ونرفض رفضا مطلقا تشكيل مثل هذا التحالف ضد حماس .

أخيرا نقول :

على الاسرة الحاكمة السعودية في الرياض تلقف تصريحات الرئيس الروسي بوتن بكل اهمية و تعلم أن المسجد الاقصى مكان مقدس في قلب وروح ملياري مسلم في العالم ومن المستحيل ان يتنازلوا عنه كما قال الرئيس بوتن في تصريحه ، فمكانتها الاسلامية وإدارتها لأهم مقدسات المسلمين (مكة المكرمة والمدينة المنورة ) لاتعطيها الحق بتطبيع العلاقات مع العدو الأسرائيلي والتنازل عن المسجد الاقصى هذا ماتمليه عليها مكانتها الاسلامية ناهيك عن ان شعبها شعب عربي مسلم .

فعليها ان لا تتورط مهما كانت الضغوط الغربية عليها في الانخراط بالتطبيع مع كيان العدو الاسرائيلي قبل تحرير المسجد الاقصى وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة صلاح عون

الموقف الروسي بقيادة بوتن تجاه القضية الفلسطينية بهذا الوقت كان موقفا شجاعا ومتقدما وعادلا يجب ان يقابل بالشكر والتقدير والاحترام من قبل كل شعوب وحكام الدول العربية والاسلامية ، ويجب ان ينعكس ذلك في العمل على مزيد من إقامة علاقات التعاون مع روسيا في جميع المجالات في سبيل تحقيق الاهداف والمصالح المشتركة بينهم وبين روسيا .

#صلاح_القرشي