أخبار عربية ودولية

تناقض إسرائيلي برواية الإغتيال وإيران تكشف المتورط بـ”اغتيال هنية” وتتوعد برد استراتيجي

بعد ساعات على العملية، زعمت هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية بأن العملية تمت عبر صاروخ موجه اطلق من خارج ايران، لكن القناة الثانية عشر العبرية أفادت قبل قليل بان الصاروخ اطلق من داخل ايران.

بدورها، حسمت ايران، اليوم الأربعاء، قرارها بشان من يقف وراء اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي حل ضيفا على ديارها.

وقال المرشد الإيراني أن الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي باغتياله إسماعيل هنية مهد الأرضية لمعاقبته بقسوة. هذا وتوعد الحرس الثوري الإيراني أن جريمة النظام الصهيوني باغتيال هنية ستواجه ردا قاسيا من جبهة المقاومة القوية وإيران خاصة. في اشارة الى الجبهات المتمثلة باليمن ولبنان والعراق وفلسطين.

وقال الرئيس الإيراني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستدافع عن سيادة أراضيها وعزتها وشرفها، وستجعل المحتلين الإرهابيين يندمون على عملهم الجبان.

من جانبه، أمر المدعي العام الإيراني بتعيين فريق خاص للتحقيق في مختلف زوايا حادث اغتيال إسماعيل هنية، وأضاف انه سيتم التعامل قانونيا مع أي إهمال أو أخطاء ومحاسبة العناصر التي ارتكبت العمل الإرهابي.

بدوره، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية ان مواجهة الكيان الصهيوني ستستمر بعزيمة أكبر. وأضاف ان جريمة اغتيال هنية ستمهد الطريق لوحدة جبهة المقاومة في العالم الإسلامي.

ووفق بيانات الخارجية الإيرانية والحرس الثوري فإن الاحتلال الإسرائيلي وحليفته الرئيسية الولايات المتحدة من يقفان وراء العملية، ومع أن البيان حدد الاحتلال الإسرائيلي كطرف اشار إلى الدور الأمريكي عبر الدعم.

أبعاد التناقضات

التناقضات الأمريكية الإسرائيلية تكشف ابعاد عدة، ابرزها ان تحويل الاحتلال الرؤية من خارج ايران إلى داخلها يهدف لتلافي رد مرتقب من ايران والأخر يشير إلى أن الاحتلال لم يكن على اطلاعا أصلا على العملية وانها تدبير امريكي بامتياز.

فعليا، يعيش الاحتلال حالة ذعر بسبب تبعات العملية، فهو لم يتبناها رسميا حتى اللحظة رغم نشر المكتب الرسمي لحكومة نتنياهو صورة لهنيئة مرفقة بعبارة “تم التخلص” وحتى وسائل اعلام الاحتلال تتجنب الإشارة إلى دور الاحتلال بالعملية في حين تحدثت تقارير عن توجيه نتنياهو لوزرائه بتجنب الحديث عنها وهذه تشير إلى أن الاحتلال لم يكن على اطلاع بالعملية التي اكدت حركة حماس في بيان نعيها لهنيئة بانها نفذت بواسطة طائرة حربية يرجح انها من نوع “اف 35″.

هذه المعطيات تشير إلى أن الولايات المتحدة تقف وراء العملية بغطاء الاحتلال فهي من ناحية التوقيت محاولة للهروب من تبعات الرد اللبناني عبر توسيع رقعة المواجهة وفق استراتيجية ” حافة الهاوية” ناهيك عن التهديدات التي حاولت أمريكا على مدى الأشهر الماضية الضغط بها على هنيئة للقبول بخطة بايدن الإسرائيلية للسلام في غزة وفشلت بما في ذلك التهديد بترحيله من قطر وسط مخاوف من لجوئه إلى طهران.

تبعات اتهام ايران لإسرائيل وأمريكا

على سياق اخر، البيانات التي تضمنت تهديدات برد قاسي حتى من قبل المرشد الأعلى لإيران على خامنئي تشير إلى أن القيادة الإيرانية سمت رسميا الاحتلال كمتورط رئيسي، وهذا وفق الأعراف الدولية، يتبعه خياران الأول ام اعلان الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي او القيام بعملية بمستوى الجريمة الجديدة.

حتى الان لم يتضح طبيعة الرد الإيراني، لكنه سيكون كبير اذا ما اخذ في الاعتبار بيان الحرس الثوري الذي تحدث عن رد عام من قبل جبهات المقاومة في المنطقة ومن ايران بشكل خاص وذلك يعني بكل تأكيد رد قوي على اختراق السيادة الإيرانية أولا واستهداف ضيف ثانيا.

قد تكون ايران خلال الأشهر الماضية التي أعقبت طوفان الأقصى حاولت اللعب وفق قواعد الاشتباك ضد الاحتلال والولايات المتحدة، وكان ذلك بارزا بالرد على استهداف الاحتلال قنصليتها في سوريا حيث سقط عددا من المستشارين العسكريين، لكن وقد كسرت قواعد الاحتلال فإن المواجهة المرتقبة ستكون ابعد مما يتوقعه الاحتلال وحلفائه خصوصا وانها لن تقتصر فقط على استهداف مباشر لمدن الاحتلال.

وكان تمت اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” المجاهد إسماعيل هنية، فجر الأربعاء في طهران بصاروخ أطلق من خارج إيران.